ومضات فكرية

تاملات و وقفات مع الذات من وحي الفكر و التجربة.

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

نرحب بجميع التعليقات و خاصة المفيدة منها...

"استأنس بخالقك وعش مطمئنا"


تتغير نظرة الإنسان في التعاطي مع ما يدور من حوله ، في محيطه الأسري والاجتماعي و المهني والمدني تبعا لايمانه و تربيته و دراسته و فهمه وتجربته في الحياة, مما ينعكس اثره سلبا أو ايجابا في حياته العامة. التعاطي الايجابي مع هذا المحيط مما يكسبه مناعة  وفهما  يستعين بهما  على تجاوز هواجس الخوف والهلع تجاه ما يواجهه من مشكلات لا تخلو منها حياة أي انسان  . 
                                                        
   من الناس من إذا أصيب بخير فرح واستبشر ومنهم من إذا أصيب بمكروه صبر وصابر،  ومنهم من اذا مسه مكروه اصابه الهلع والخوف والجزع، فشتت ذهنه و تفكيره و أضاق عليه الارض بما رحبت و بات وأضحى في حالة من اليأس يرثى لها. هذه الأحاسيس السلبية تسكن القلب وتسيطر على العقل. لا تعكس إطلاقا حقيقة وصدق مظاهر الحياة الفارهة التي تبدوعلى صاحبها، لأنه و بالرغم من تضاهره بالسعادة، تجده يعيش بداخله حزنا عميقا و هما كبيرا يقلق    حياته و يبدد فرحه، نتيجة تعكس حزنه على الماضي، و قلقه من الحاضر، و خوفه من المستقبل.
اذا كان باطن الانسان خاويا من الروح و العقل و الادب، وقع في أزمة عميقة من الفراغ و الضياع ستلقي بظلالها سلبا على واقعه، مهما كانت إمكاناته المادية ومركزه الاجتماعي.
ان اجتهاد الإنسان في احترام القواعد والقوانين للنظام الذي سنه الخالق لمخلوقاته ، تمكنه بدون شك من التاقلم بكل انسجام وتوازن مع الواقع المحيط به ، مما يمكنه من تحقيق اهدافه المشروعة بكل نجاح و توفيق ، دون ذلك  سيكون مآله التعب و الشقاء و الفشل في النهاية ، ما قد يدخله في أزمة حقيقية تؤدي به إلى الاكتئاب و اليأس و الحسرة و قد تؤدي به حتى إلى التفكير في الانتحا. هذا ما أشرت إليه الكثير من الاحصائيات الدولية في أغنى و اكبرو اجمل وأرفه وحتى أعتى دول العالم .
اذا قاس الإنسان وهوالمخلوق الضعيف حياته بمقاييس إنسانية ضيقة ومحدودة، فانه لا محالة سيخطيء التقدير وسيواجه أمراضه و مشكلاته  بالادوية الخاطئة، بعيدا التعافي، لان سبيله للشفاء يقتضي منه استخدام المقاييس التي ارتضاها له خالقه، تلك هي الادوية النافعة لامراضه و مشكلاته  فهو الذي يعلم سره و جهره وجوهره و يملك مقاليد امره.

     

                                                   انظر لتلك الشجرة ذات الغصون النضرة

كيف نمت من حبة وكيف صارت شجرة
فانظر وقل من ذا الذي يخرج منها الثمرة

ذاك هو الله الذي أنعمه منهمرة
ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة
انظر إلى الشمس التي جذوتها مستعرة
فيها ضياء وبها حرارة منتشرة
من ذا الذي أوجدها في الجو مثل الشررة
ذاك هو الله الذي أنعمه منهمرة
ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة

انظر إلى الليل فمن أوجد فيه قمره
وزانه بأنجم كالدرر المنتثرة
ذاك هو الله الذي أنعمه منهمرة
ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة

انظر إلى المرء وقل من شق فيه بصره
من ذا الذي جهزه بقدرة مبتكرة
ذاك هو الله الذي أنعمه منهمرة
ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة
( معروف الرصافي)

عن الكاتب

Sami Issam always active for the personal and collective good.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

ومضات فكرية