منذ ان خلقت هذه الارض وما عليها, بالرغم من مرور قرون و عقود على وجود الانسان, بالرغم من تباين العقائد و الافكار والنظريات في تفسير ما يحدث لنا و ما حولنا, رغم المعرفة المتقدمة لتفاصيل دقيقة في جسم هذا الكائن الحي الذي يسمى انسانا , واسشراف ما يدور حوله في هذا الكون.
اختلفت حوله الافكار و التحليلات , وتفرقت الاراء بين مؤيد و معارض لهذا التحليل او ذاك, و ضاعت الحقيقة في خضم هذه الازمة الفكرية والعقدية التي لم يجد لها هذا الانسان جوابا واضحا شافيا, يشفي به ضيق نفسه و شرود ذهنه. بات الانسان يعيش حائرا في ظل ازمة نفسية خانقة بدون دواء شاف, فاقدا لكل مقومات الحياة الهادئة والراحة النفسية التي لا تستقيم بدونها حياة, مهما امتلك و مهما علا شانه, و كأن فهم الروح و النفس اصبحا غاية و هدفا لا يدرك.
ان راحة البال و قوة النفس و الروح لا تقدر بمال او حسب او نسب , انها الحلقة المفقودة في حياة البشر و التي اذا اصابها خلل او ضرر , لن تستقيم حياة بدونها.
انها القوة الخارقة التي لا يعوضها مال او شهوة او نجاح , انها قوة الروح و قوة النفس التي تجعل هذا الانسان يرى الوجود من حوله دائما و ابدا بعين مطمئنة مستبشرة مهما كانت الظروف و الاحوال , في السراء و الضراء امام النجاحات والاخفاقات, يبقى دائما صامدا شامخا صابرا, بالرغم من ضعفه .
لكن بالرغم من ذلك كله فان لهذه النفس قوة خارقة عجيبة لا تخضع لا لقانون بشراو مخلوق و لا لتجاربه العلمية في الارض و لا في الفضاء.
و انا في رحلة البحث عن سر هذه القوة و مصدرها , احيانا بالدراسة و البحث , و احيانا اخرى بالتفكر و التمعن في حياة العظماء من الناس , استطعت ان اقف عند هذه المحطات متأملا و متمتعا ,آملا في التوصل الى جواب يشفي غليلي في استكشاف مصدر هذه القوة التي بامكانها ان تغير نظرة الانسان في التعاطي مع الامورو الاشياء التي هي من حوله , بطريقة تمكنه من التحرر من كل ما من شأنه ان يدفعه نحو الخوف و الهلع و عدم الثقة بنفسه وحاضره و مستقبله, ما يؤدي به الى الشرود الذهني و القلق والضيق النفسي , مما سيؤثرعليه حتما وينعكس ذلك سلبا على واقع محيطه الاسري و الاجتماعي .
أعد تقييم كل ما قيل لك وتخلص من كل ما يلحق الضرر بروحك ونفسك .
دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال
&
ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال الى حال
قد يتأخرُ الفرح وتنقبضُ الصدور و تضيق!
لكنَّ الفرجَ حتماً سيأتي لا محالة , طالما أننا نُؤمنُ بأنَّ اللّهَ قدَّر لنا كل شيئ لسبب.
ردحذفالا بذكر الله تطمئن القلوب ،اللهم راحة البال و صلاح البال..
اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم "سيهديهم و يصلح بالهم"
فعلا الروح و النفس من أمر ربي و ما أوتينا من العلم إلا قليلا ..