ومضات فكرية

تاملات و وقفات مع الذات من وحي الفكر و التجربة.

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

نرحب بجميع التعليقات و خاصة المفيدة منها...

" فوض امرك لخالقك و عش مطمئنا "

 
عالمنا اليوم يعيش أزمات خانقة، تكاد تمس مختلف نواحي الحياة ، تتدافع احيانا و تتصادم اخرى، لا نكاد نتجاوزإحداها إلا ونواجه اخرى، يستمرالاضطراب، يستنزف قوانا وما لدينا من طاقة، يحيل بيننا وبين ما نرجوه من راحة واستقرار، مما جوا من  القلق على الرزق،و قلق على الامن, وقلق على مصادرالثروة, بل قلق على الحاضر و خوف من المستقبل.

 فالإنسان من خوف الحرب في  حرب, ومن خوف الجوع في  جوع, و من خوف المرض في  مرض ، 
و هكذا من خوف الى خوف  و  من جزع الى جزع. 
 
                                                                       

لقد جرب الانسان ولايزال كل طريق، عله يهتدي يوما لما يريحه و يكسبه حياة طيبة هادئة، فلا الغرب أسعده باختياراته الرأسمالية، ولا الشرق أسعده بسياساته الاشتراكية، ولا الشمال ولا الجنوب كانا بديلا وسطا، فظل ضائعا يتخبط دون دليل في متاهات اختياراته، لا يهدأ له بال ولا يقر له قرار، رغم ما اكتسب من متاع  وتمكن من سلطان ، فلم يكن المال ولا الجاه ولا الحسب ولا النسب يوما مقياسا كافيا لجلب سعادة اودفع شقاء.   

عدم القلق ليس غباءا او بلاهة ، فلا بأس أن يقلق الانسان على حاضره ومستقبله باعتدال و توازن ، فهذا باعث على النجاح والحيطة و الاستعداد، لكن ما يضر هو المبالغة في ذلك، حتى لا ينقلب النجاح إلى فشل  والتقدم إلى تأخر، طاقة الإنسان محدودة فلا نحملها ما لا تطيق، بل علينا ان نحافظ عليها ونوضفها بحكمة ووعي، لنجدد بها واقعنا و نصلح بها أمرنا.

علينا أن لا نقلق ، فما لا يدرك في الحياة من نجاحات، لا يمكن أن يدفع بنا إلى الفشل، بل يمكن استدراك ذلك متى أمكن و سمحت بذلك الظروف، فالاجتهاد والعمل على تحقيق نجاحات اخرى، من شأنه أن يجلب لنا الرضى بما نحقق والاستمتاع بما سنحققه لاحقا من نجاح.

اذا قدم الإنسان ما استطاع من جهد و أسباب لتحسين أوضاع حياته ونجح في ذلك، كان ذلك له خيرمشجع و دافعا نحو التقدم و النمو و تحقيق نجاحات اخرى. وان بذل ما في وسعه ولم ينجح في تحسين واقعه، صبر و رضي بالنتيجة، ساعده هذا التصرف وواساه في مواجهة مرارة  الفشل، فالرضاء بما نكسب و القناعة بما نملك من إمكانيات كنز لا يفنى. 

لا تقسو على نفسك، حملها ما تطيق ولا تحرمها من طموحاتها ،

 اجتهد و ارضى بما حققت من نجاح و حافظ عليه، 

لا تحقد و لا تحسد على من حقق نجاحات أكثرمنك،

 لأن الحقد و الحسد يجلبان فقط الهم والغم و لن يسلبان أحدا مما رزق.

فقدعلمتنا الحياة أن استسلامنا للخالق و تفويض امورنا له و الثقة به والرضاء والقناعة بما في ايدينا، تدفع الهم و الغم و الحزن، وتجلب الخير و الراحة والسعادة فثق بخالقك ترى العجائب و فوض امرك اليه  تعش مطمئنا.

عن الكاتب

Sami Issam always active for the personal and collective good.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

ومضات فكرية