لقد جرب الانسان ولايزال كل طريق، عله يهتدي يوما لما يريحه و يكسبه حياة طيبة هادئة، فلا الغرب أسعده باختياراته الرأسمالية، ولا الشرق أسعده بسياساته الاشتراكية، ولا الشمال ولا الجنوب كانا بديلا وسطا، فظل ضائعا يتخبط دون دليل في متاهات اختياراته، لا يهدأ له بال ولا يقر له قرار، رغم ما اكتسب من متاع وتمكن من سلطان ، فلم يكن المال ولا الجاه ولا الحسب ولا النسب يوما مقياسا كافيا لجلب سعادة اودفع شقاء.
عدم القلق ليس غباءا او بلاهة ، فلا بأس أن يقلق الانسان على حاضره ومستقبله باعتدال و توازن ، فهذا باعث على النجاح والحيطة و الاستعداد، لكن ما يضر هو المبالغة في ذلك، حتى لا ينقلب النجاح إلى فشل والتقدم إلى تأخر، طاقة الإنسان محدودة فلا نحملها ما لا تطيق، بل علينا ان نحافظ عليها ونوضفها بحكمة ووعي، لنجدد بها واقعنا و نصلح بها أمرنا.
علينا أن لا نقلق ، فما لا يدرك في الحياة من نجاحات، لا يمكن أن يدفع بنا إلى الفشل، بل يمكن استدراك ذلك متى أمكن و سمحت بذلك الظروف، فالاجتهاد والعمل على تحقيق نجاحات اخرى، من شأنه أن يجلب لنا الرضى بما نحقق والاستمتاع بما سنحققه لاحقا من نجاح.
اذا قدم الإنسان ما استطاع من جهد و أسباب لتحسين أوضاع حياته ونجح في ذلك، كان ذلك له خيرمشجع و دافعا نحو التقدم و النمو و تحقيق نجاحات اخرى. وان بذل ما في وسعه ولم ينجح في تحسين واقعه، صبر و رضي بالنتيجة، ساعده هذا التصرف وواساه في مواجهة مرارة الفشل، فالرضاء بما نكسب و القناعة بما نملك من إمكانيات كنز لا يفنى.
لا تقسو على نفسك، حملها ما تطيق ولا تحرمها من طموحاتها ،
اجتهد و ارضى بما حققت من نجاح و حافظ عليه،
لا تحقد و لا تحسد على من حقق نجاحات أكثرمنك،
لأن الحقد و الحسد يجلبان فقط الهم والغم و لن يسلبان أحدا مما رزق.
نرحب بجميع التعليقات و خاصة المفيدة منها...