آفة كمرض الكوفيد 19، جائحة مست كل شرائح الناس ولا تزال، في كل قارات الارض، وبغض النظرعن مصدرها و حيثيات انتشارها، إلا انها قد تكون سببا لدفع البشرية إلى مراجعة نفسها و تصويب اتجاهها و تصحيح بوصلتها ، بعد أن فقدت توازنها و ضلت الطريق.
ما نعيشه من ازمات شخصية و جماعية ، داخلية وخارجية ، داخل أوطاننا و خارجها ، بل في العالم أجمع ، هو نتاج ما أفرزته حياة الأنانية والانتهازبة الضيقة التي استشرت بين الناس، غابت العدالة الاجتماعية ، وضاع معها الأمن و العدل و السلم . أصبحت مجتمعاتنا عاجزة عقيمة ، يتهددها الضعف و الانقراض.
وفي خضم هذا الضياع الذي ضرب البشرية ، لعل خالق هذا الكون، أراد أن يرسل لها رسالة تنبيه و تحذير ، علها تنتبه إلى نفسها فتصلحه قبل فوات الاوان وتستدرك ما فاتها ، و تجدد حاضرها وتبني مستقبلها .
"يحلو لي ان اتصور هذا الفيروس، بمثابة رسالة تنبيه ،
لعلنا نستيقظ من غفلتنا ، فنستدرك ما فاتنا و وننقذ ما أمكن انقاده من اجل حياة أفضل"
فالدول العظمى ،عندما تريد أن ترسل رسالة ردع و تخويف لجهة أخرى تختلف معها وقد تعاديها، تفعل ذلك من خلال عرض عسكري تعرض من خلاله صواريخها و طائراتها الحربية وترسانتها العسكرية المتطورة، و هي بذلك ترسل رسالة تخويف وردع لاعدائها، قد يدفع ذلك مستقبل الرسالة إلى إعادة التفكير في طبيعة و نوعية سياسة تعامله مع باعث الرسالة .
يحلوا لي أن نتصور أن هذا الفيروس الجديد ، بمثابة رسالة من خالق الكون لمخلوقاته مفادها انهم قد إبتعدوا كثيرا عن الطريق الصحيح و تجاوزوا جميع الخطوط الحمرالتي وضعها لهم للحفاظ على مصالحهم و تجنيبهم ما يضرهم ، فيراجعوا تصرفاتهم و سلوكاتهم ، و يستدركوا ما فاتهم من تقصير ، لعل ذلك يصلح أمرهم و يحسن حالهم.
الكل يسعى في هذا الوجود لحياة طيبة هنيئة، يتجاوز من خلالها كل احاسيس الهم والغم و القلق ، هذا لا يتأتى إلا من خلال تجانس و توافق و تناسق طبيعي بين واقع الانسان وضميره . من خلال الايمان بالخالق واحترام قواعد نظامه الذي وضعها و الاستقامة على ذلك ، سيؤمن ذلك احترام الحقوق وتأدية الواجبات، و سيجلب العدل ويأتي بالخير و سيتسع المجال لعمل الخير و الابتعاد عن الشر. فيعم الامن و السلم في ارجاء المعمورة و يعيش الناس في سلام .
الذكاء الحقيقي هو أن نفهم الرسالة و نعمل على تصحيح البوصلة نحو الخير و تجنب الشر، فهو الذي وضع قواعد الحياة الحافظة للإنسان ، فلا راحة له و لا حل الا باحترامها. فكل شيء بيد خالقه وهوعلى كل شيء قدير.
"فرصة سانحة للمراجعة و التقويم و إصلاح أساليب حياتنا، وجب استغلالها قبل فوات الاوان ،
فالعبرة بالنتائج و خواتيم الاعمال"
نرحب بجميع التعليقات و خاصة المفيدة منها...