ومضات فكرية

تاملات و وقفات مع الذات من وحي الفكر و التجربة.

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

نرحب بجميع التعليقات و خاصة المفيدة منها...

"رسالة الكوفيد -19- COVID"


آفة كمرض الكوفيد 19، جائحة مست كل شرائح الناس ولا تزال، في كل قارات الارض، وبغض النظرعن مصدرها و حيثيات انتشارها، إلا انها قد تكون سببا لدفع البشرية إلى مراجعة نفسها و تصويب اتجاهها و تصحيح بوصلتها ، بعد أن فقدت توازنها و ضلت الطريق.
                                                                  

  ما نعيشه من ازمات شخصية و جماعية ، داخلية وخارجية ، داخل أوطاننا و خارجها ، بل في العالم أجمع ، هو نتاج ما أفرزته حياة الأنانية والانتهازبة الضيقة التي استشرت بين الناس، غابت العدالة الاجتماعية ، وضاع معها الأمن و العدل و السلم . أصبحت مجتمعاتنا عاجزة عقيمة ، يتهددها الضعف و الانقراض.

 وفي خضم هذا الضياع الذي ضرب البشرية ،  لعل خالق هذا الكون، أراد أن يرسل لها رسالة تنبيه و تحذير ، علها تنتبه إلى نفسها فتصلحه قبل فوات الاوان وتستدرك ما فاتها ، و تجدد حاضرها وتبني مستقبلها . 
                                                                    

"يحلو لي ان اتصور هذا الفيروس، بمثابة رسالة تنبيه ، 
لعلنا نستيقظ من غفلتنا ، فنستدرك ما فاتنا و وننقذ ما أمكن انقاده من اجل حياة أفضل" 

فالدول العظمى ،عندما تريد أن ترسل رسالة ردع و تخويف لجهة أخرى تختلف معها وقد تعاديها، تفعل ذلك من خلال عرض عسكري تعرض من خلاله صواريخها و طائراتها الحربية وترسانتها العسكرية المتطورة، و هي بذلك ترسل رسالة تخويف وردع لاعدائها،  قد يدفع ذلك مستقبل الرسالة إلى إعادة التفكير في طبيعة و نوعية سياسة تعامله مع باعث الرسالة .

 يحلوا لي أن نتصور أن هذا الفيروس الجديد ، بمثابة رسالة من خالق الكون لمخلوقاته مفادها انهم قد إبتعدوا كثيرا عن الطريق الصحيح و تجاوزوا جميع الخطوط الحمرالتي وضعها لهم للحفاظ على مصالحهم  و تجنيبهم ما يضرهم ، فيراجعوا تصرفاتهم و سلوكاتهم ، و يستدركوا ما فاتهم من تقصير ، لعل ذلك يصلح أمرهم و يحسن حالهم.  
                                                                      

الكل يسعى في هذا الوجود لحياة طيبة هنيئة، يتجاوز من خلالها كل احاسيس الهم والغم و القلق ، هذا لا يتأتى إلا من خلال تجانس و توافق و تناسق طبيعي بين واقع الانسان وضميره . من خلال الايمان بالخالق واحترام قواعد نظامه الذي وضعها و الاستقامة على ذلك ، سيؤمن ذلك احترام الحقوق وتأدية الواجبات، و سيجلب العدل ويأتي بالخير و سيتسع المجال لعمل الخير و الابتعاد عن الشر. فيعم الامن و السلم في ارجاء المعمورة و يعيش الناس في سلام .

الذكاء الحقيقي هو أن نفهم الرسالة و نعمل على تصحيح البوصلة نحو الخير و تجنب الشر، فهو الذي وضع قواعد الحياة الحافظة للإنسان ، فلا راحة له و لا حل الا باحترامها. فكل شيء بيد خالقه وهوعلى كل شيء قدير. 
                                                                  

"فرصة سانحة للمراجعة و التقويم و إصلاح أساليب حياتنا، وجب استغلالها قبل فوات الاوان ،
 فالعبرة بالنتائج و خواتيم الاعمال" 

عن الكاتب

Sami Issam always active for the personal and collective good.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

ومضات فكرية